نشأته.
قصته تكشف عن الصداقة التي يمكن أن يرتبط بها المؤمنون مع الملائكة، بكونهم خليقة الله العاقلة المحبوبة في الرب.
ولد إيلياس بقرية بظاهر الفيوم من أبوين مسيحيين محبين لله، وكانا يقدمان وليمة ضخمة للفقراء والمحتاجين في عيد القديس إليشع النبي، كما كانا يفعلان ذات الأمر شهريًا، وغالبًا في عيد رئيس الملائكة ميخائيل، كعادة الكثير من الأقباط إلى وقت قريب، إذ اتسم عيد الملاك الشهري بالعطاء للمساكين والشركة معهم في وليمة واحدة.
كان الوالدان متألمين لعدم الإنجاب دون أن يفقدا سلامهما الداخلي، واثقين أن الله يدبر أمورهما حسب إرادته الصالحة. وفي أحد الأيام شاهدا شيخين يسيران داخل البيت ويباركانه، فعرفا أنهما القديسان إيليا وتلميذه اليشع، ففرحا بهما جدًا.
لم يمض وقت طويل حتى ظهر لهما رئيس الملائكة ميخائيل في شكل راهب يبشرهما بأن الله يهبهما طفلاً يسمونه إيليا ويحمل ذات سماته. وبالفعل أعطاهما الله هذه العطية، وقد نشأ محبًا للعلم، ذكيًا تواقًا لحياة الهدوء والعبادة.
حياته الديرية
سمع عن راهب متوحد في البرية فانطلق إليه، وكاشفه بكل ما في قلبه، معلنًا له رغبته في أن يتتلمذ على يديه. في حكمة الشيوخ أرشده أن يبدأ بالحياة الديرية وسط الإخوة ويتدرج من حياة الشركة إلى الوحدة، ناصحًا إياه أن يذهب إلى دير القديس باخوميوس ببافو، بالصعيد الأقصى.
انطلق نحو الدير، وإذ برئيس الملائكة ميخائيل يظهر له متخفيًا ليرافقه حتى بلغ به باب الدير.
عاش إيلياس في محبة صادقة لله انعكست على حياته مع إخوته فكان يخدم الكل بوجه باش ونفس متهللة، وإذ كان ميل الوحدة يتزايد في قلبه انطلق إلى جبل شامة وأقام سنتين، ثم ذهب إلى جبل بنهدب وأقام فيه أيامًا، وانحدر إلى جبل هو بالقرب من نجع حمادى، ومنه انطلق إلى جبل فرشوط ليسكن هناك.
عاش حياة الوحدة في شركة عميقة مع الله، وكان عدو الخير يحاربه بطرق كثيرة، وكان الله يرسل له رئيس الملائكة ميخائيل يسنده ويشجعه.
بركة صلواته تكون معنا
آميـــــــــــــــــــن