معارك ضارية وأرقام قياسية

من نواح عديدة، تعتبر كرة القدم لعبة بسيطة: الفريق الذي يسجل أهدافا أكثر يحقق الفوز في المباراة. بعد كل مباراة، هناك إحصائيات مثيرة تساعد على جعل هذه اللعبة الجميلة أكثر إثارة مما هي عليه. لهذا السبب، يقوم موقع FIFA.com كل أسبوع بإلقاء نظرة عن الأرقام من خلال النتائج.



وكان الإنتصار الكاسح لنادي بنفيكا البرتغالي من أبرز أحداث هذا الأسبوع، بالإضافة إلى انتفاضة هجومية في مباراتين وإنجاز تاريخي جديد لمدرب نادي برشلونة جوزيب جوارديولا. أما الحدث الأهم فقد تمثل بموقعة مدينة ميلانو بين الإخوة الأعداء في واحدة من أشهر مباريات الديربي في العالم. لكن دعونا أولاً نلقي نظرة على مواجهة لا تقل أهمية جرت في أمريكا الجنوبية.



9 لقاءات سابقة جمعت النجمين دونجا ودييجو مارادونا عندما كانا يحملان قميص منتخبيهما، قبل انتقالهما إلى عالم التدريب. ومن هذه اللقاءات التسعة لم يخرج المدرب البرازيلي الحالي منتصراً سوى مرة واحدة، بينما تمكن مارادونا وزملاؤه من الفوز في ست مناسبات، وكان التعادل سيّد الموقف في مرتين. وبالنظر إلى هذا السجل الحافل لمارادونا، يمكن القول أن دونجا سيتطلع إلى تعديل كفة الميزان لصالحه ولو قليلاً عندما يلتقي قطبا أمريكا الجنوبية وجهاً لوجه يوم السبت القادم. لكن رغم أن إحصائيات المواجهات بين مدربي المنتخبين ترّجح حظوظ الفريق الأرجنتيني، إلا أن سجل مبارياته أمام نجوم السامبا في مدينة روزاريو ليس مشجعاً. فخلال لقائين سابقين للمنتخبين على ملعب إيل خيجانتي، فشل نجوم التانجو في تسجيل أي هدف داخل شباك منتخب السامبا. وانتهت أولى المبارتين بهدف دون ردّ لمصلحة المنتخب البرازيلي ضمن منافسات كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أمريكا) 1975، ومن ثم خيّم شبح التعادل السلبي على المباراة التي جمعت الفريقين في كأس العالم FIFA 1978. ويمكن القول أن الخروج بتعادل قد يكون له نتائج وخيمة للغاية على مشوار المنتخب الأرجنتيني تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لجنوب أفريقيا 2010، إذ يقبع رفاق ميسي في المرتبة الرابعة في جدول الترتيب، متأخرين بخمس نقاط عن الغريم التقليدي صاحب الصدارة.



5 أهداف خلال 21 دقيقة ساعدت نادي بنفيكا البرتغالي على تحقيق انتصار كاسح بثمانية أهداف مقابل واحد فقط على نادي فيتوريا سيتوبال يوم الإثنين الماضي. وبالإضافة إلى أن هذا كان أكبر انتصار يشهده الأسبوع الماضي، سجل نادي بنفيكا رقماً قياسياً جديداً في تاريخ الدوري البرتغالي الممتاز بتوقيعه خمسة أهداف بين الدقيقتين 16 و37 دقيقة، وليكون ذلك أسرع سلسلة أهداف يشهدها الدوري في العقد الأخير. وخلال هذه الفترة كان نادي سبورتينج الوحيد الذي استطاع أن يسجل خماسية في 19 دقيقة خلال مباراته مع ناسيونال في فبراير/شباط 2007. وكان هذا النصر المؤزّر لبنفيكا هو الأول من نوعه منذ أن سحق نادي باكوس فيريرا بسبعة أهداف نظيفة في نوفمبر/تشرين الثاني 2002.



4 أهداف نظيفة خرج بها إنتر من الديربي المنتظر مع جاره ميلان ليكرر مرة ثانية الإنتصار بهذا الفارق من الأهداف على غريمه التقليدي. ومنذ أن تلقى إي سي ميلان صفعة مؤلمة عند سقوطه بخمسة أهداف مقابل واحد في مارس/آذار 1974، لم يتمكن إنتر ميلان من تحقيق نصر مؤزر مماثل في هذا الديربي الذي يعود تاريخه لـ101 سنة. هذا وقد استسلم ميلان لقدره المحتوم بعد أن تم طرد أحد لاعبيه وأدرك أن الرياح تجري بما لا تشتهي سفينته تلك الأمسية، ومما زاد الطين بلة أن هذه كانت المرة الرابعة فقط التي يُهزم فيها هذا النادي العريق بفارق أربعة أهداف أو أكثر في عقر داره. وإلى جانب السقوط المؤلم لنجوم الميلان أمام الإنتر عام 1974، أتت الهزيمتان الكبيرتان الأخريتان على يد يوفنتوس بنتيجة 6-1 عام 1997، وجنوا بنتيجة 5-1 عام 1958.



3 أسماء حتى الآن حصدت لقب كأس السوبر الأوروبية UEFA كلاعبين مرة ومدربين مرة أخرى بعد أن انضمّ مدرب برشلونة جوزيب جوارديولا إلى هذه القائمة يوم الجمعة. فقد تمكن هذا المدرب الفذ واللاعب السابق من تحقيق هذا الإنتصار الكبير بعد قيادة فريقه لتحقيق فوز مستحق على نادي شاختار دونيتسك الأوكراني بنتيجة 1-0 ليسير بذلك على خطى كل من يوهان كرويف الذي فاز بالكأس عندما كان يلعب في صفوف نادي أياكس أمستردام عام 1972 ومع برشلونة عام 1992 كمدرب، وكارلو أنشيلوتي الذي رفع كأس السوبر الأوروبية كلاعب مع نادي إي سي ميلان عام 1990 ومع نفس النادي عام 2003 ولكن كمدرّب هذه المرة.



وقد أتى فوز برشلونة بهدف يتيم ليكون خامس مباراة نهائية في هذه البطولة القارية التي تنتهي بعد تمديد الوقت الأصلي للمباراة. وبهذا يكون برشلونة رابع ناد يفوز بهذه الكأس ثلاث مرات على الأقل، وهو إنجازٌ تُشاطره فيه نوادي إي سي ميلان وأياكس أمستردام وليفربول. ويُعتبر برشلونة ثالث ناد يتمكن من حصد الثلاثية ومن ثم التربع على كأس السوبر الأوروبية، ويُشاطره في هذا السجل الذهبي كل من أياكس الذي حقق ذلك عام 1973 وغلطة سراي عام 2000.



3 أهداف نظيفة هزّت شباك نادي دينامو بوخاريست في مباراة الذهاب التي جمعته على أرضه مع نادي سلوفان ليبيريك على أرض الأخير في جمهورية التشيك، الأمر الذي جعل مهمته شبه مستحيلة في مباراة الإياب خاضها خارج أرضه وبعيداً عن جمهوره. وتُشير الإحصائيات إلى أنه لم يسبق لأي ناد في تاريخ كأس الاتحاد الأوروبي UEFA أن نجح في تجاوز خصمه في مباراة الإياب بعد أن انهزم بثلاثة أهداف أمام جمهوره في لقاء الذهاب. إلا أن نادي دينامو بوخاريست كسر هذه القاعدة وحقق المعجزة عندما انتصر على سلوفان ليبيريك بفضل الركلات الترجيحية (9-8) بعد أن انتهت مباراة الإياب بنتيجة 3-0 في جمهورية التشيك لصالح الفريق الزائر وليصبح إجمالي نتيجة المبارتين (3-3). ويبدو أن هذا الأسبوع كان أسبوع عودة المتخلفين، حيث تمكن نادي ليفربول الأورجوياني من الإنتفاضة بقوة بعد أن كان متأخراً بثلاثة أهداف وسحق نظيره نادي سيريتو برباعية مباغتة لتنتهي المباراة بنتيجة (4-3) ويتربع ليفربول على صدارة ترتيب دوري أوروجواي الممتاز مناصفة مع نادي دانوبيو