الارثوذكسية

من أين جاءت كلمة أرثوذكسية ؟


من قديم الزمان نسمع ونقرأ هذه الكلمة ، وهى أجنبية عن لغتنا القبطية ، فهى كلمة يونانية

إيمان أو رأى وعلى ذلك يكون معنى هذه الكلمة ((الرأي المستقيم)) أو ((الإيمان المؤيد)) أو ((الاعتقاد الحق)) ولهذا كانت كلمة الأرثوذوكسية جميلة وحلوة فى لفظها ومعناها ، لأنها تحمل إلينا ذكرى الحق الذى تميل إليه نفوسنا ، والذى مات فى سبيل الذود عنه ، من قدّروه وذاقوه وعاشوا فى ظله قرونا بل أجيالاً ... ومَنْ مِنَ الناس فهم مدلول هذه الكلمة ، وبحث عن حقائق الكنيسة المجيدة ويرى أمامه هذه الكلمة إلا وينظر إليها كأنها من نور ؟! ولا دهشة ولا عجب فالحق هو النور الوضاء الذي ينعش القلوب ويثلج الصدور وحتى الخارجين عن الكنيسة لمسوا هذه الكلمة قوة سحرية عجيبة ، ليس فى عدد حروفها - فهي كلمة عادية - ولكن لأن لها نغما شجيا يحدثه وقعها على الأرواح والقلوب ، فأنشد أحدهم يقول (( لكلمة الأرثوذوكسية صداها الرنان بين جوانب قلوبنا ، وموسيقاها الشجية تشنف أسماعنا وتبج نفوسنا )) . وحتى الخارجين عن الكنيسة لمسوا هذه الكلمة قوة سحرية عجيبة ، ليس فى عدد حروفها - فهي كلمة عادية - ولكن لأن لها نغما شجيا يحدثه وقعها على الأرواح والقلوب ، فأنشد أحدهم يقول (( لكلمة الأرثوذوكسية صداها الرنان بين جوانب قلوبنا ، وموسيقاها الشجية تشنف أسماعنا وتبج نفوسنا )) . وأذكر أنني قابلت رجلا يختلف معي فى عقيدته ، ودار الحديث بيننا فقال لي ((أنه أرثوذوكسي )) ، ولم يعن بذلك انضمامه للكنيسة ، ولكنه مستقيم الرأي (حسب ظنه) ، وهذا هو الأسلوب بعينه الذي أصبح يستعمله كثيرون . وفى يقيني أن هذا لا يتفق مطلقا مع الصراحة المسيحية . وهل يسمح لي القراء الأعزاء أن أعتبر هذا دورانا ، أو كما يدعوه المناطقة مغالطة منطقية ؟ فإبراهيم لما سأله أبيمالك عن سارة وقال أنها أخته ، ومع صحة هذا إلا أنه اعتبر كذبا ، لأن الإجابة يجب أن تكون بحسب المقصود من السؤال ، فأبيمالك سأله ليعرف هل هي زوجته أم لا ، ولم يسأله عن كونها أخته . فالمسيحية لا تعرف لفاً أو دوراناً . فهذه الكلمة وإن كان معناها مستقيم الرأي إلا أنها أصبحت مختصة بهيئة مسيحية معينة فى العالم ، لا تعاليمها وعقائدها الخاصة . على أي حال فهذه المحاولة تدلنا على أن كل هيئة تتمنى لو يخلع عليها هذا اللقب ، الذى يعبر عن سمو معناه


في أى عصر ظهرت هذه الكلمة ؟


لم تكن هذه الكلمة حديثة العهد أو بنت جيل أو جيلين ، بل يرجع عهدها إلى العصر الرسولى الأول وقت أن كانت اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية للعالم كله ومع ان عدد البطريركيات الأرثوذوكسية فى العالم الآن إحدى وعشرين ولكل طائفة لغتها الخاصة ، نجد أن جميع هذه الطوائف تستعمل نفس الكلمة اليونانية ، مع استطاعتها ان تترجمها إلى لغتها الخاصة ، فكان من الأنسب لنا كأقباط مثلا عوضا عن استعمال كلمة يونانية ن المستقيم ) ولما كانت الشعوب مجبرة على استعمال اللغة اليونانية ، بأمر الدولة الرومانية في العصر الرسولى ، لذلك لما يكن بد من استعمال هذه الكلمة اليونانية الواحدة دون إبدالها بعد زوال الدولة الرومانية . وقد ظهرت فى بدء المسيحية عدة بدع بين المسيحيين ، منها التى حاربها القديس بولس فى رسائله وكانت تسبب قلقا وانزعاجا ، لذلك رأت الكنيسة احتفاظها بمركزها فى تعاليمها أمام أبنائها ، أن تحتفظ لنفسها بلقب الكنيسة الأرثوذكسية ، وعند رجوعنا إلى الكتاب المقدس نجد أن منه قد استقت الكنيسة هذ الكلمة ((بيت الله الذى هو كنيسة الله الحى عامود الحق وقاعدته )) ( 1تيمو 3 : 15 ) . ا


وماذا يقول التاريخ ؟


وإننا هنا نقرر حقيقة ناصعة لا سبيل إلى المغالطة فيها ، أن الكنيسة أولا كانت واحدة فى إيمانها ، ومجمع نيقية 325 م أول مجمع تمثلت فيه هذه الوحدة من أقصى المسكونة إلى أقصاها ، وظلت الكنيسة هكذا حتى قام نسطور ببدعته ، التى مؤداها أن فى المسيح طبيعتين فقاومت الكنيسة هذه البدعة ، وكان رجل الساعة البابا كيرلس الأول بطريرك الإسكندرية وحرم نسطور . وقام أوطاخى ببدعة ضد الأولى ، اذ قال أن ناسوت المسيح امتزج بناسوته ، وإذ ذاك برغبة آباء الكنيسة أمر الملك ثاؤدوسيوس الكبير بعقد مجمع أفسس الثاني ، مدونا ثلاثة رسائل للبابا ديوسقورس يدعوه فيها الى رئاسة المجمع ، وإذ ذاك شعر بابا روما لاون بأن اعتلاء باباوات الإسكندرية رئاسة المجامع المسكونية الأربعة ، أمرا لا يقبله على مركزه باعتباره أسقف ثانى مدينة فى الإمبراطورية ، فانضم إلى النسطوريين وبعث إليهم رسالة لقبت فى الكنيسة ( بطومس لاون ) ، قال فيها : ((حقاً يأتي المسيح الاثنان الأول يبهر بالمعجزات والثاني ملقى للإهانات )) ثم عمل ما فى وسعه للتودد إلى الملك ليأمر بعقد مجمع أخر لمحاكمة القديس ديوسقورس الذى كان يقول بطبيعة واحدة للمسيح ، وأن لاهوته تعالى متحد بناسوته بلا اختلاط أو امتزاج أو تغيير ، فلم يفلح إلا فى عهد بوليخاريا زوجة مرقيان التى كانت تميل الى معتقد نسطور ، فعقد مجمع خلقيدونيا وكان مجمعا نسطوريا ، اذ حرم البابا ديوسقورس من الحضور للدفاع عن الأيمان ، وأمر المجمع بنفيه إلى غاغرا ، ولما وبخ هذا القديس الملكة لتدخلها فى مسائل الأيمان منذرا اياها ، أن الله ينتقم منها كما فعل مع أمها أفدوكسيا ، التى اضطهدت القديس يوحنا فم الذهب ، ضربته على وجهه فسقط بعض أسنانه ، وأخذ الجنود ينتفون لحيته . فأخذ هذه الأشياء المتساقطة ووضعها فى منديل ، وأرسلها إلى شعبه يقول (( هذه هي ثمرة الدفاع عن الأيمان )) . هذا ملخص كل ما حدث بكل اختصار ، وبعد ذلك سارت الأرثوذكسية فى طريقها وسار بابا روما وتبعوا نسطور فى طريق أخر . واحتفظت الكنيسة الغربية لنفسا بلقب (( الكاثوليكية)) أي الجامعة ، بسبب ما بذله ملوك الروم من مجهود جبار ، فى سبيل اضطهاد الأرثوذوكسيين ، حتى كان كل الكاثوليك أكثر عددا . ولم يكن خلاف فى ذلك الوقت بين الاثنين إلا فى طبيعة المسيح ، ولكن بفضل باباوات روما وما أدخلوه من تعاليم جديدة تعددت نقط الخلاف - حتى جاء القرن السادس عشر بأعاصير القوية فغلت المراجل حقداً فى نفوس كثيرين من أفراد الشعب الكاثوليكي ، وقامت الثورة البروتستانتية تحت زعامة لوثر . والخلاصة من كل ما ذكر ، أن التاريخ بدون جلاء ووضوح أن الكنيسة القديمة والتي كان يخضع لتعاليمها العالم المسيحي أجمع نحو خمسة أجيال ، هي الكنيسة الأرثوذكسية ، وبذلك نضيف دليلا على صحة الأرثوذكسية


وماذا يقول علماء الدين ؟


يقول القديس العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولى فى عصر سابق للانقسام (( إني أبوكم أثناسيوس أصرخ إليكم اليوم ، و أشكر الله فى وسط الكنيسة العروس النقية . عندما رجعت من النفي وجدتكم ثابتين على الاعتقاد الأرثوذوكسي ، الذي لأمانتنا الحقيقية ، لأني غائب عنكم سبعة سنين أقاتل عن الأمانة المستقيمة ( ضد أريوس) ... والآن يا أولادي الأحباء المباركين ، احفظوا الأمانة التي قبلتموها منى لأنفسكم ، لأنكم تعرفون كل اضطهادنا الذي بسبب ((الأمانة الأرثوذوكسة )). وآثرنا نشر أقوال الآباء قبل الانقسام ، ليعرف القراء جميعا ماذا كان اعتقادهم . أما العلامة اوريجانوس في الجيل الثالث المسيحي ، ففي قوة وحماس شديدين يقول في تفسير المزامير : (( ولذا كان حقاً على كل مؤمن أن يدافع عن العقيدة الأرثوذوكسية ، ويدحض مفتريات المبتدعين ، الذين يدعون أن الحق جانبهم وهو براء منهم )) ، ولتعميم الفائدة نسطر بمزيد من الإعجاب والفخار ، ما دونه غبطة البطريرك كيرلس مقار الذي كان كاثوليكيا ورجع إلى الأرثوذكسية : (( أما باسليدس وكاربوكراتس وفلانتينوس ... إنما كانوا من زمرة أولئك المبتدعين ، الذين أصلته مدرسة الإسكندرية في سبيل الدفاع عن الحقيقة الأرثوذوكسية ناراً حامية، وحسبنا على ذلك مؤلفات اكليمندس ... )) ثم قال أيضا غبطته (( تلك المدرسة الإسكندرية كانت تعد لسان حال الكنيسة المسيحية ومرآة عقيدتها الأرثوذوكسية )) . ناهيك عن اعتراف بعض رجال البروتستانتية ، الذين قال احدهم فى كتاب له حديثاً ، (( والأرثوذكسية هى المبدأ القويم الذي دافع عن أزلية المسيح ل المجد ضد أريوس الهرطوقى ، كما دافع عن كمال ناسوت المسيح وكمال لاهوته ... معتمدا فى ذلك على كلمة الله )) ما أردت بما قلت إلا أن أبين لقارئي العزيز ، أنه وإن كانت الأرثوذوكسية هى العقيدة التي امتزجت بدمى ، حتى أصبحت محبوبة إلى جدا ، غير أنى لم أعرف حقيقتها إلا بعد فحص دقيق لكل تعليم من تعاليمها ، ولأني انتهيت من بحثي بسمو هذه العقيدة ، لذلك دفعتني محبتي المضطرمة نحو إلى أن أخدمه فى هذه الناحية ، بأن أظهر الحق أمام أولئك الذين قد أعدوا قلوبهم لمعرفة الحق . وفيما قلت تلمسون أننا ما قصدنا بهذه الأبحاث أن نتحدث عن تعاليم مبدأ جدد قائم نود نشرها بين الناس ، ولكن عن عقيدة قديمة لها من الزمن عشون قرنا ، ومع الأعاصير القوية التى هبت عليها من كل جهة ، إلا أننا لازلنا نرى هذه العقيدة قائمة . فللبعض الذين أقلقتهم بعض الأفكار ، حتى أصبحوا يكرهون الكنيسة الأرثوذكسية ، ولا يريدون أن يسمعوا عنها شيئا ، وانتهى بهم الأمر إلى الاقتناع أنهم وحدهم فى نور ونحن فى ظلمة ، رجائي أن يضعوا أمام أعينهم أنه ليس من السهل عليهم ، أن يطمئنوا الى هذا الاعتقاد فى نفوسهم ، لأن الأرثوذوكسية ليست مبدأ حديثاً - كما قلنا- حتى يسل نقضه بهذا الاعتقاد ، فان كانت لنا محبة للحق وشوق للمعرفة أن ننزع من قلوبنا كل احتقار للكنيسة وعقائدها ، بهذا نستطيع أن نتفاهم دون أن نكون متأثرين بأي شعور خارجي ونعمة الرب تهدى المتواضعين




تعريف لكلمة هرطقه


معني كلمة هرطقة ؟ وهي كلمة دخيلة علي اللغة العربية من كلمة يونانية و الكلمة تعني في اصلها اللغوي " انتقاء" او" انتخاب" او "اختيار" لراي ما مع تفضيلة علي غيرة من اراء
ثم تطورت الكلمة عند اليونان المتاخرين وعند كتاب الرومان فاصبحت تستعمل للدلالة علي مذهب من مذهب الفلسفة او مدرسة من المدارس الفكر واخذ ت الكلمة طريقها الي الدين فصارت تطلق علي الفرق او الطوائف الفكرية المختلفة في داخل هذا الدين او ذلك

شكرا يا هايدي علي الموضوع االجميل دا الرب يعوضك

شكراً على الموضوع الجميل ربنا يباركك ويبارك خدمتك