[img:fceb]
http://www.om-elnor.com/vb/images/icons/an_cross01-5c[1].gif[/img:fceb]وفيما هما يتكلمان ويتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما ( لو 24: 15 )
كان كليوباس وزميله يسيران معًا نحو بلدتهما عمواس، وهما يتحادثان في الطريق وإذا بشخص آخر يسير معهما وعليه سيماء الصديق المُحب. وبعد دقائق قليلة يكسب ثقتهما، وسرعان ما يقودهما إلى درس متصل للكتاب فيصغيان إلى تفسيره للأمور المختصة به من سفر التكوين إلى آخر صفحات العهد القديم، وقلبهما مُلتهب فيهما، وحواسهما كلها يقظة وانتباه إلى سر ذلك المتألم العجيب الذي بعد الآلام والموت يدخل إلى مجده. ونتيجة ذلك فإنه الآن يخلِّص، ثم سيأتي ليملك. ثم تميل الشمس للمغيب فيلزماه ليمكث معهما، ويجلس الثلاثة معًا على مائدة العشاء فتنفتح عيونهما ويدركان أنه الرب.
أيها القارئ العزيز، تتبع بين آن وآخر، طريق هذه الرحلة حيث تنازل الرب بمرافقة الأصدقاء الذين تكلموا كل واحد مع قريبه عن شخصه «فأصغى وسمع» وأتى ليباركهما. أيها العزيز في المسيح. هل أنت تتكلم عنه؟ هل لك العادة أن تتباحث مع الآخرين عن شخصه وعمله وخلاصه وكتابه. إذًا ثق أن الرب لا بد أن يكون قريبًا منك، فرحّب برفقته وتطلع إليه بعين الإيمان واصغٍ إلى صوته وهو حاضر معكم وأنتم تتفكرون فيه وتتكلمون عنه.
ثم يرخي الليل سدوله في مساء يوم القيامة المجيد، ويتلألأ البدر في كبد السماء كما في أمسيات الفصح هاتيك، والتلاميذ يجتمعون في العُلية ويغلقون عليهم الأبواب. نعم يجتمعون ـ لا يتفرقون كل واحد في طريقه ـ لأن أخبار القيامة قد ذاعت، والمخلص المُقام له قوة جاذبة جامعة لتلاميذه في كل عصر من العصور. فالتلاميذ هناك، وهناك أيضًا بلا شك بعض النسوة المؤمنات، والآن يدخل كليوباس ورفيقه ويقصان قصتهما فترتفع الأصوات بالتهليل والتسبيح متحدة في الشهادة «إن الرب قام بالحقيقة». وحينئذ المخلص المُقام نفسه، الرب يسوع يحضر في وسطهم، ويتكلم لهم بالسلام، ويُريهم يديه وجنبه، فيفرح التلاميذ إذ يرون الرب.
هذا مشهد يجب أن يبقى حيًا في قلوب المسيحيين عندما يجتمعون باسمه حيث وعد قائلاً: «هناك أكون في وسطهم». فحيثما اجتمع شعب الرب، فهناك يحضر الرب نفسه لكي ينطق لهم بالسلام ويُظهر لهم أمجاده، ويزودهم بالقوة للخدمة.
[img:fceb]
http://www.om-elnor.com/vb/images/icons/an_cross01-5c[1].gif[/img:fceb]