منتـــــدي افــــا كــــاراس
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 95ce91d7cd
اهلا بيك زائرنا العزيز نورت منتدي الانبا كاراس
انت لم تسجل بعد يسعدنا ان تسجل لتري كافة مواضيع المنتدي
ونتمني لكم دوام الاستفادة
منتـــــدي افــــا كــــاراس
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 95ce91d7cd
اهلا بيك زائرنا العزيز نورت منتدي الانبا كاراس
انت لم تسجل بعد يسعدنا ان تسجل لتري كافة مواضيع المنتدي
ونتمني لكم دوام الاستفادة
منتـــــدي افــــا كــــاراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـــــدي افــــا كــــاراس

ترانيم وعظات قداسات الحان تاملات وقصص روحية
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولفيس بوكشات افا كاراس
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) CdL15546

 

 من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بهاء يعقوب
المشرف العامالمشرف العام
بهاء يعقوب


ذكر
كلمة جميلة كلمة جميلة : المحبة لا تسقط ابدا


رسالة يسوع اليوم رسالة يسوع اليوم : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=1][tr][td]
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Ava1101لا لن ترى اعظم واقوي من حبي ليك انا اعينك ارشدك اتكل عليا لاني احبك كثيرا[/td][/tr][/table]

عدد المساهمات عدد المساهمات : 1406
نقاط نقاط : 2130
العمر العمر : 41
الموقع الموقع : bahaafn.wordpress.com
المزاج المزاج : مخنوووووووووووق

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Empty
مُساهمةموضوع: من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)   من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Icon_minitimeالخميس سبتمبر 17, 2009 3:52 am

إنجيل يوحنا

أولاً – تمهيد :
1- الهدف من الإنجيل : للإنجيل الرابع شكل متميز قائم بذاته، كما أن له أسلوباً خاصاً به، مما يجعله وثيقة متميزة بين أسفار العهد الجديد ، فتوجد له :

أ- مقدمة فى الأصحاح الأول ( 1: 1-18) سنتكلم عنها فيما بعد .

ب- سلسلة من المشاهد والأحاديث من حياة يسوع، تصف شخصه وعمله، وترصد النمو التدريجي للإيمان أو عدم الإيمان عند سامعيه وعند الأمة ( 1: 19-12: 50) .

ج—قصة أكثر تفصيلاً للأحداث الختامية لأسبوع الآلام – وحديث الوداع مع تلاميذه(الأصحاحات من 13- 17 ) ، والقبض عليه والمحاكمات ، والصلب والموت والدفن ( الأصحاحات 18 ،19) .

د- القامة، وظهورات الرب المقام لتلاميذه فى يوم القيامة، وفى مرة أخرى بعد القيامة بثمانية أيام ( 20: 1-29) ، ثم فقرة تبين الغرض من الإنجيل وسبب كتابته ( 20: 30و31) .

هـ- ثم أصحاح تكميلي ( الأصحاح الحادي والعشرون) ، وهو يحمل جميع العلامات المميزة للإنجيل ككل ، مما يرجح أنه من نفس الكاتب، كما يرى لايتفوت وماير وألفورد ..إلخ، والبعض الآخر تلاميذ مثل زاهن يفضل اعتبار هذا الأصحاح من عمل أحد تلاميذ الرسول يوحنا . والآيتان الختاميتان ( 24و25) فى هذا الأصحاح هما : " هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا ، وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق. وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع".. وعبارة " نعلم أن شهادته حق " تبدو أنها شهادة من أولئك الذين عرفوا التلميذ شخصياً وأيقنوا من صدق شهادته ، ولم يمكن مطلقاً نقض هذه الشهادة المبكرة ، رغم كل الهجمات التى وجهت إليها، فقد تأيد معناها الواضح من الكثيرين من الكتَّاب الموثوق بهم . ويشير الفعل " يشهد " ( فى صيغة المضارع) إلى أن ذلك التلميذ الذى كتب الإنجيل ، كان مازال حياً عند كتابة هذه الشهادة .

1-زمن ظهور الإنجيل : أما فيما يختص بالزمن الذى ظهرت فيه كتابات يوحنا – بغض النظر عن الكاتب – فهناك الآن اتفاق متزايد فى الرأى على أنها ظهرت فى نهاية القرن الأول أو فى بداية القرن الثاني . وهذا هو الرأي الذى يعتنقه أولئك الذين ينسبون كتابة الإنجيل لا إلى كاتب مفرد بل إلى مدرسة فى أفسس استعانت بمادة تعليمية كانت موجودة، وجعلتها فى الصورة التى تظهر عليها الآن كتابات يوحنا، وكذلك الذين يقسمون الإنجيل إلى جزءين رئيسي وثانوي، من أمثال " سبيتا " . وسواء كان الإنجيل قد قامت بجمعه مدرسة من اللاهوتيين ، أو كان من عمل كاتب استخدم مادة كانت موجودة ، أو كان المحصلة النهائية لتطور لاهوتي لمفاهيم بولسية معينة ، فالإجماع – باستثناء عدد قليل – هو أن كتابات يوحنا قد ظهرت فى بكور القرن الثاني. وأحد هذه الاستثناءات البارزة ، هو " شميدل " وكذلك الأستاذ " فليدرر" . ويمكن أن نقدر " فليدرر" فى مجال البحث الفلسفي، أما فى مجال النقد، فهو كم مهمل . كما أن كتابات شميدل بخصوص هذا الموضوع، تسير بسرعة فى نفس هذا المنطق ، من عدم الأهمية .
وهكذا يمكن باطمئنان قبول حقيقة ظهور كتابات يوحنا فى أواخر القرن الأول، كمحصلة تاريخية صحيحة . والنقاد الذين كانوا قد عزوا ظهور هذه الكتابات إلى منتصف القرن الثاني أو تاريخ لاحق، قد راجعوا أنفسهم، وأقروا بظهور كتابات يوحنا فى أواخر القرن الأول . وهذا بالطبع لا يضع حداً للتساؤلات المتعلقة بالكاتب ومادة الإنجيل ومدى صحته ، وهى أمور يجب أن تدرس من وجهة نظر موضوعية، وعلي أساس الأدلة الخارجية والداخلية، ولكنه يمهد الطريق لمناقشة جادة لهذه الأدلة، ويضع حداً لأي جدل حول أمور من هذا القبيل.

ثانياً – الدليل الخارجي:

نقدم هنا موجزاً للدليل الخارجي للإنجيل الرابع فيما يتعلق بتاريخ كتابته وبالكاتب. أما من أراد معلومات أوفي، فليرجع إلي مقدمات شرح الإنجيل لجودت ووستكوت ولوثاردت وماير، ولكتاب عزرا أبوت عن "الإنجيل الرابع وكاتبه"، وإلي "زاهن" في "مقدمة العهد الجديد – جزء 3"، وإلي "ساندي" في كتابه "نقد الإنجيل الرابع"، وإلي "دراموند" في " طبيعة الإنجيل الرابع وكاتبه"، وكل هؤلاء وكثيرون غيرهم يدافعون عن نسبة كتابة الإنجيل ليوحنا . وفي الجانب الآخر يمكن الإشارة إلي كتاب "الديانة الفائقة" الذي ظهرت منه عدة طبعات، وإلي كتاب موفات "مقدمة العهد الجديد"، وكتاب بيكون "الإنجيل الرابع بين البحث والحوار"، وهي جميعها ترفض نسبة الإنجيل ليوحنا".

1- في نهاية القرن الثاني :
والدليل الخارجي، هو أنه في نهاية القرن الثاني، كانت الكنيسة المسيحية تمتلك أربعة أناجيل تستخدمها باعتبارها كتباً مقدسة تقرأ في الكنائس في العبادة الجمهورية، وتحظى بكل تقدير واحترام كأسفار مقدسة لها كل السلطان كسائر أسفار الكتاب المقدس القانونية، وكان الإنجيل الرابع أحد هذه الأناجيل، ويعترف الجميع أن كاتبه هو الرسول يوحنا. ونجد هذا الدليل في كتابات إيريناوس وترتليان وأكليمندس الإسكندري وكذلك في كتابات أوريجانوس. فأكليمندس يشهد عن معتقدات وممارسات الكنيسة في مصر والبلاد المجاورة لها، وترتليان عن كنائس أفريقية، أما إيريناوس – الذي كان قد تثقف في أسيا الصغرى، وأصبح معلماً في روما ثم أسقفاً في ليون في بلاد الغال (فرنسا) – فيشهد عن معتقدات الكنائس في تلك البلاد. ولم تكن هذه العقيدة محل تساؤل قط، حتى إن إيريناوس لم يحاول أن يقدم تبريراً لها. ولا يمكن إسقاط الدليل المستمد من إيريناوس وأكليمندس وغيرهم، علي أساس رغبتهم في إسناد أسفارهم المقدسة إلي الرسل، فليس هذا إلا مجرد زعم لا يمكن أن يؤخذ علي محمل الجد. ربما كان هناك مثل هذا الاتجاه، ولكن في حالة الأناجيل الأربعة، ليس ثمة دليل علي أنه كانت هناك ضرورة لذلك في نهاية القرن الثاني، بل هناك دليل واضح علي اعتقاد الكنائس – قبل نهاية القرن الثاني بكثير – بأن إنجيلين من الأناجيل الأربعة، قد كتبهما رسولان، وأن الإنجيلين الآخرين قد كتبهما رفيقان للرسل.

2- إيريناوس – ثاوفيلس :
وتتضح أهمية شهادة إيريناوس من الجهود المكثفة التي بذلت للتقليل من شأنها. ولكن كل هذه المحاولات تبوء بالفشل أمام مركزه التاريخي وأمام الوسائل التي كانت تحت يده لتأكيد معتقد الكنائس، فقد كانت هناك حلقات الربط الكثيرة بين إيريناوس والعصر الرسولي وبخاصة لارتباطه ببوليكاربوس، وهو بنفسه يصف تلك العلاقة في رسالته إلي فلورنيوس، الذي كان أيضاً تلميذاً من تلاميذ بوليكاربوس، ولكنه انحرف إلي الغنوسية التي يقول عنها: "إنني أتذكر أحداث ذلك الزمان بأكثر وضوح عن أحداث السنين الراهنة، وذلك لأن ما يتعلمه الأولاد ينمو بنمو عقولهم، ويصبح ملتصقاً بها، حتى إنني أستطيع أن أصف المكان نفسه الذي كان يجلس فيه بوليكاربوس المبارك، عندما كان يتحدث، وسيره جيئة وذهاباً ، وطريقة حياته، وهيئته، وأحاديثه إلي الناس، وقصصه عن مقابلاته مع يوحنا الرسول وغيره ممن رأوا الرب".
ولا نستطيع أن نقول كم كان عمر إيريناوس في ذلك الوقت، ولكنه كان – بلاشك – في سن يستطيع فيها أن يستوعب الانطباعات التي سجلها بعد ذلك ببضع سنين. وقد استشهد بوليكاربوس في 155 م، بعد أن قضي 86 سنة في الإيمان. وهكذا كانت هناك حلقة واحدة فقط بين إيريناوس والعصر الرسولى. ولقد كانت هناك حلقة ربط أخري، في علاقته ببوثنيوس الذي سبقه في أسقفية ليون. كان بوثنيوس رجلاً متقدماً جداً في العمر عندما عندما استشهد، وكان يلم بكل تقاليد وتراث كنيسة بلاد الغال. وهكذا نري أن إيريناوس – عن طريق هذين وغيرهما – كانت له الفرصة لمعرفة معتقدات الكنائس، وما يسجله ليس شهادته الشخصية فحسب، بل التراث العام للكنيسة.
ويجب أن نذكر مع إيريناوس، ثاوفيلس (أحد المدافعين عن المسيحية – 170 م) ، فهو أقدم كاتب يذكر القديس يوحنا بالاسم ككاتب للإنجيل الرابع. ففي اقتباسه لفقرة من مقدمة الإنجيل، يقول :" وهذا ما نتعلمه من الكتب المقدسة، ومن كل الناس المسوقين بالروح القدس، والذين من بينهم يوحنا .. " . ويقول جيروم إن "ثاوفيلس هذا وضع كتاباً في اتفاق الأناجيل الأربعة".
ومن إيريناوس وثاوفيلس، نقترب من منتصف القرن الثاني حيث نجد " الدياطسرون "لتاتيان ، الذي لسنا في حاجة إلى ذكر الكثير عنه ، "فالدياطسرون" هو أيضاً "اتفاق البشائر الأربعة"، وقد صدر قطعاً قبل 170 م، وهو يبدأ بالآية الأولي من إنجيل يوحنا، وينتهي بالآية الأخيرة في خاتمة هذا الإنجيل.

3- منتصف القرن الثاني:

لقد كان تاتيان تلميذاً ليوستينوس الشهيد (جستين مارتر)، وهذه الحقيقة وحدها تجعل من الأرجح أن "ذكريات الرسل" التي يستشهد بها يوستينوس كثيراً، كانت هي التي جمعها تلميذه – بعد ذلك – في "الدياطسرون". أما أن يوستينوس عرف الإنجيل الرابع، فهذا يبدو واضحاً، ولكننا لا نستطيع مناقشة هذا الموضوع هنا. ومتي ثبت ذلك، فمعناه أن الإنجيل الرابع كان موجوداً في حوالي 130م.

4- إغناطيوس :

وهناك دليل يجعلنا نعود بالإنجيل الرابع إلي 110م. "إن أول أثار واضحة للإنجيل الرابع، علي فكر ولغة الكنيسة، نجدها في رسائل إغناطيوس (حوالي 110م)، وهي أثار لا يمكن أن يخطئها أحد، وذلك واضح من تلك الحقيقة، أنه كثيراً ما يستخدم اعتماد إغناطيوس علي يوحنا، دليلاً ضد أصالة رسائل إغناطيوس" (زاهن في مقدمته – المجلد الثالث – 176). ويمكنا استخدام هذا الدليل الآن بكل ثقة منذ أن برهن لايتفوت وزاهن علي أن هذه الرسائل وثائق تاريخية. فإذا كانت رسائل إغناطيوس قد تشبعت بنغمة وبروح كتابات يوحنا، فمعني هذا أن هذا النمط من الفكر والتعبير، كان سائداً في الكنيسة في زمن إغناطيوس. وهكذا نري أنه في بداية القرن الثاني، كان هذا النمط المتميز من الفكر والقول "المنسوب إلي يوحنا" سائداً في الكنيسة.
وهناك دليل آخر علي صحة هذا الإنجيل، لا يلزمنا إلا الإشارة إليه، وهو استخدام الغنوسيين له، فقد أثبت دراموند أن الفالنتينيين والباسيليديين قد استخدموا هذا الإنجيل.

5- يوحنا الشيخ :

ولكي نقدر علي نحو صحيح، قوة الدليل السابق، يجب أن نذكر – كما سبق أن لاحظنا – أنه كان هناك كثيرون من تلاميذ يوحنا في أفسس، يعيشون في القرن الثاني، أساقفة مثل بابياس وبوليكاربوس، والشيوخ الذين يذكرهم إيريناوس كثيراً ، ويكونون سلسلة متصلة تربط بين زمن كتابة الإنجيل والنصف الأخير من القرن الثاني. وهنا يبرز السؤال الذي أثير مؤخراً بصورة واسعة حول حقيقة شخصية "يوحنا الشيخ" المذكور في وثيقة بابياس الشهيرة، والتي يحتفظ لنا بها يوسابيوس. فهل كان هناك – كما يري الكثيرون – اثنان يحملان اسم يوحنا : الرسول والشيخ؟ أم كان هناك شخص واحد فقط؟ فإن كان شخصاً واحداً فقط، فهل كان هو ابن زبدي؟ ويوجد اختلاف كبير في وجهات النظر حول هذه النقاط، فيظن هارناك أن "الشيخ" لم يكن هو ابن زبدي. ويشك ساندي في ذلك. ويعتقد موفات أن يوحنا كان هو الشيخ الوحيد في أفسس. أما زاهن ودوم تشابمان (يوحنا الشيخ والإنجيل الرابع –سنة 1911) فيعتقدان أيضاً أنه كان هناك يوحنا واحد فقط لمناقشة في أفسس ، هو يوحنا بن زبدي. ولا نري ضرورة لمناقشة الموضوع هنا، لأن التقليد المتواتر ، الذي ربط هذا الإنجيل بالرسول يوحنا في المدة الأخيرة من إقامته في أفسس، تقليد واضح وقوي، وليس ثمة أساس جدي للشك في إقامته في أفسس في ذلك الوقت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://bahaafn.wordpress.com/
بهاء يعقوب
المشرف العامالمشرف العام
بهاء يعقوب


ذكر
كلمة جميلة كلمة جميلة : المحبة لا تسقط ابدا


رسالة يسوع اليوم رسالة يسوع اليوم : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=1][tr][td]
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Ava1101لا لن ترى اعظم واقوي من حبي ليك انا اعينك ارشدك اتكل عليا لاني احبك كثيرا[/td][/tr][/table]

عدد المساهمات عدد المساهمات : 1406
نقاط نقاط : 2130
العمر العمر : 41
الموقع الموقع : bahaafn.wordpress.com
المزاج المزاج : مخنوووووووووووق

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)   من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Icon_minitimeالخميس سبتمبر 17, 2009 3:53 am

- الخلاصة

إن النظرة العادلة إلي دليل الخارجي، لابد أن تبين أنه دليل قوي، بصورة غير
عادية ، فمن النادر جداً أن نجد البرهان القاطع علي وجود كتاب ما وتأثيره في غيره من الكتابات، بهذه الصورة، في وقت قريب جداً من زمان نشره مثلما نجد في حالة الإنجيل الرابع. إن تاريخ نشره هو نهاية القرن الأول، ولا يمكن أن يتأخر عن بداية القرن الثاني. فهناك دلائل واضحة علي تأثيره في رسائل إغناطيوس. كما أن رسالة بوليكاربوس (الأصحاح السابع) تقتبس من رسالة يوحنا الأولي. وفكر وأسلوب الإنجيل الرابع كان لهما أثرهما الواضح في كتابات يوستينوس الشهيد. علاوة علي ذلكن إن إنجيل يوحنا منسوج مع الأناجيل الثلاثة الأخري في "الدياطسرون" لتاتيان. وقد اقتبس منه وفسره الغنوسيون. وفي الحقيقة نجد أن الدليل الخارجي علي التاريخ المبكر للإنجيل الرابع ونسبته إلي يوحنا الرسول، دليل قوي، سواء في مداه أو في تنوعه، لا يقل عن أي دليل لأي سفر آخر من أسفار العهد الجديد، وأعظم جداً من أي دليل علي أي عمل من الأعمال الكلاسيكية.

ولن نتناول هنا تاريخ الجدل حول نسبة هذا الإنجيل ليوحنا، فباستثناء طائفة "ألوجي" الغامضة (الذين عزوا الإنجيل إلي كيرنثوس) في القرن الثاني، لم يرتفع صوت يتحدي نسبة كتابة هذا الإنجيل إلي يوحنا، حتي نهاية القرن السابع عشر، ولم يبدأ هجوم خطير حتي القرن التاسع عشر (برتشنايدر في 1820، وستراوس في 1835، ووايس في 1838، وبوير ومدرسته في 1844 وما بعدها، وكيم في 1865.. إلخ) . وقد صد الكثيرون من العلماء الآخرين هذه الهجمات بقوة (أولشوزن، تولوك، نياندر، ابرارد، بليك ... إلخ). وقد تبني البعض – بصور ودرجات مختلفة – افتراض أساس رسولي للإنجيل، مع اعتباره من إنتاج يد أخري متأخرة (فيزايكر ورينان وغيرهما). ومن هنا اتسعت دائرة الجدل، في تعنت متزايد من جانب المعارضين لأصالة وصحة الإنجيل، ولكنهم قوبلوا بنفس القوة والعزم من جانب المدافعين عنه.

ثالثا – خصائص الإنجيل والدليل الداخلي :

1- الخطوط العريضة للهجوم والدفاع : لقد تعرض الدليل الخارجي للإنجيل الرابع للنقد، ولكن – قبل كل شئ – تقوم معارضة نسبة كتابة الإنجيل إلي يوحنا وحجيته التاريخية، علي أسس داخلية، فيشدد المعارضون علي التباين الواسع – والمعترف به – في الأسلوب والطبيعة والمنهج، بين الإنجيل الرابع والأناجيل الثلاثة الأولي، وعلي ما يزعمونه من صبغته الفلسفية (عقيدة الكلمة – "اللوجس") ، وعلي أخطاء ومتناقضات مزعومة، وعدم الاضطراد في القصة .. إلخ.
أما الدفاع عن الإنجيل فيقوم عادة علي أساس إبراز أهداف الإنجيل المتنوعة، وتفنيدا لمبالغات في الاعتراضات السابق ذكرها، وإثبات أنه بطرق كثيرة، يكشف كاتب الإنجيل عن شخصية، وأنه هو الرسول يوحنا. فقد كان – علي سبيل المثال – يهودياً من سكان فلسطين ملما بطبوغرافية أورشليم .. إلخ، كما كان رسولاً، وشاهد عيان، " والتلميذ الذي كان يسوع يحبه" (يوحنا 13 : 23،20 : 2، 21 : 20و7)، والشهادة المسجلة فيه (21 : 24) من الذين عرفوا الكاتب إبان حياته، لهي شهادة بالغة القيمة في هذا المجال. وبدلاً من تتبع هذه الخطوط المعروفة (انظر في هذا الخصوص : جودت ولوتهاردت، وستكوت، أبوت، دراموند .. إلخ، في مؤلفاتهم السابق ذكرها). سيتجه بحثنا هنا إلي برهان علي أساس دراسة شاملة حديثة .

2- افتراضات نقدية لا مبرر لها : إن دراسة كتابات يوحنا بصفة عامة، والإنجيل الرابع بصفة خاصة، قد طرقت بسبل متعددة، ومن وجهات نظر متنوعة. وأحدى أكثر هذه الطرق شيوعاً – في المؤلفات الحديثة – هي التي تزعم أن إنجيل يوحنا هو نتاج الفكر المسيحي حول الحقائق المذكورة في الأناجيل الأخرى ، وأن هذه الحقائق قد طورتها خبرة الكنيسة، فهي إذاً تعكس فكر الكنيسة في نهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني – فيفترضون أنه في ذلك الوقت – وقد أصبحت الكنيسة بصفة رئيسية كنيسة من الأمم – قد تأثرت كثيراً بالثقافة اليونانية الرومانية، حتي انعكس هذا علي تاريخها، وهكذا تحول تراثها الأصيل ليتلاءم مع البيئة الجديدة، ويزعمون أننا نرى في الإنجيل الرابع أبلغ عرض لنتائج هذه العملية. ويبدأ بيكون الموضوع بالرسول بولس وتأثيره، ويتابع ذلك حتى يصل إلي القول بقيام مدرسة من اللاهوتيين في أفسس هي التي أخرجت كتابات يوحنا، وأن فكر الكنيسة قد استراح لهذا العرض الجديد للمسيحية (انظر كتابه عن "الإنجيل الرابع بين البحث والحوار"). إن ما يراه هذا النوع من العلماء في الإنجيل الرابع، إنما هو أفكار هيلينية في صيغة عبرية، بعد أن تحولت حقائق الإنجيل لتكون مقبولة عند الفكر اليوناني.
ويأتي آخرون إلي الإنجيل الرابع ولديهم افتراض مسبق بأن القصد منه هو أن يقدم للقارئ صورة مكتملة عن حياة يسوع، باستكمال وتصحيح أقوال الأناجيل الثلاثة الأخرى، وتقديم المسيح في صورة تشبع الاحتياجات الجديدة للكنيسة في بداية القرن الثاني، بينما يري آخرون هدفاً جدلياً في هذا الإنجيل، فمثلاً يرى فيه "ويزساكر" هدفاً جدلياً قوياً ضد اليهود، ويقول: "هناك الاعتراضات التي أثارها اليهود ضد الكنيسة بعد أن أكتمل انفصالها، وبعد أن مر تطور شخص مسيحها في أهم مراحله .." (العصر الرسولي جزء 2 – ص 222). ويتوقع المرء أن عبارة بمثل هذه القوة، يجب أن تستند إلي بعض البراهين وأن نجد بعض الأدلة التاريخية عن قيام جدال بين اليهود والكنيسة، غير ما يرونه في الإنجيل الرابع ذاته، ولكن ويزساكر لا يقدم شيئاً من ذلك ، سوى القول بأنها مواضيع جدلية بين مدارس فكرية مختلفة، وإنها بصورتها الراهنة ليست إلا مفارقات تاريخية. ولكننا نعرف من الحوار بين ستينوس الشهيد وتريفو اليهودي، الموضوعات التي تناولها الحوار بين اليهود والمسيحيين في منتصف القرن الثاني، ويكفي أن نقول إن هذه الموضوعات – كما يخبرنا يوستينوس – كانت تتعلق بصورة رئيسية بتفسير العهد القديم، وليست تلك الموضوعات التي يناقشها الإنجيل الرابع.
ولعل أكثر الافتراضات إثارة للدهشة فيما يتعلق بالإنجيل الرابع، هي تلك التي تعتمد علي افتراض أن القصد من الإنجيل الرابع هو الدفاع عن تعليم مسيحي عن الأسرار كان قد ازدهر في بدء القرن الثاني. وطبقاً لهذا الافتراض، قد أرسي الإنجيل الرابع تعليماً عن الأسرار جعلها في موقع فريد كوسيلة للخلاص.
ونحن لا نعلق كثيراً عن وجهة النظر هذه ، لأن التفسير الذى يرى تعليم الأسرار فى الإنجيل الرابع ، تفسير لا أساس له ، فهذا الإنجيل لا يضع الأسرار فى مقام المسيح ، كما يزعمون . وأخيراً ، فإننا لا نجد حجة مقبولة للذين يؤكدون أن الإنجيل الرابع كتب لجعل إنجيل يسوع أكثر قبولا عند الأمم ، والحقيقة هي أن إنجيل متى كان أكثر الأناجيل قبولاً عند الأمم ، فقد اقتبسوا منه واستشهدوا به أكثر من سائر الأناجيل . ففي كتابات الكنيسة الأولي ، اقتباسات من إنجيل متى تعادل كل الاقتباسات من باقي الأناجيل مجتمعة . ولم يبرز الإنجيل الرابع إلى المقدمة فى الكنيسة المسيحية إلا عندما ثار الجدل حول شخص المسيح ، فى القرن الثالث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://bahaafn.wordpress.com/
بهاء يعقوب
المشرف العامالمشرف العام
بهاء يعقوب


ذكر
كلمة جميلة كلمة جميلة : المحبة لا تسقط ابدا


رسالة يسوع اليوم رسالة يسوع اليوم : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=1][tr][td]
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Ava1101لا لن ترى اعظم واقوي من حبي ليك انا اعينك ارشدك اتكل عليا لاني احبك كثيرا[/td][/tr][/table]

عدد المساهمات عدد المساهمات : 1406
نقاط نقاط : 2130
العمر العمر : 41
الموقع الموقع : bahaafn.wordpress.com
المزاج المزاج : مخنوووووووووووق

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)   من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Icon_minitimeالخميس سبتمبر 17, 2009 3:54 am

3 - الهدف الحقيقي للإنجيل – والنتائج : عندما نعود إلى الإنجيل نفسه بحثاً عن الهدف منه، نجد الجواب بسيطاً واضحاً ، إذ يقول كاتب الإنجيل مؤكداً : "وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب فى هذا الكتاب . وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20 : 31و30) ، وإذا سرنا وراء هذا الدليل الواضح ، وطرحنا كل الافتراضات التى تزخر بها المقدمات والتفسيرات وتواريخ عصور الرسل وما بعدها ، لوجدنا الكثير من المفاجاءات :

أ – علاقته بالأناجيل الثلاثة الأولي : هناك فروق كثيرة بين هذا الإنجيل والأناجيل الثلاثة الأخرى ، ولكن ما يثير الدهشة حقاً ، هو تلك الحقيقة ، أن نقاط الالتقاء بين هذه الأناجيل والإنجيل الرابع قليلة جداً . فبينما يقول جميع النقاد – الذين أشرنا إليهم سابقاً – إن الكاتب أو المدرسة التى جمعت كتابات يوحنا ، مدينة للأناجيل الثلاثة الأخرى بكل الحقائق الواردة فى الإنجيل الرابع تقريباً ، نجد أنه فيما عدا أحداث أسبوع الآلام ، لا توجد سوى نقطتين فقط من نقاط الالتقاء ، تظهران فيه بوضوح ، هما إشباع الخمسة الآلاف ، والمشي على البحر (يوحنا 6 : 4-21) . أما شفاء ابن خادم الملك (يو 4 : 46-53) فليس هو نفسه شفاء خادم قائد المئة (فى متى ولوقا) ، وحتى إذا افترضنا تطابق الحادثتين ، فيكون هذا هو كل ما عندنا فى الإنجيل الرابع عن أحداث خدمته فى الجليل ، ولكن هناك خدمته الأولي فى اليهودية وفى الجليل التى بدأت قبل أن يلقي يوحنا المعمدان فى السجن (يو3 : 24) وهو ما لا يوجد ما يقابله فى الأناجيل الثلاثة الأخرى . فلا يكرر نقل المعلومات التى يمكن جمعها من الثلاثة الأخرى ، بل يسير على نهج خاص به وينتقى من الأحداث ما يريد ، ويقدمها من وجهة النظر الخاصة للإنجيل ، كما أن له مبدأه الخاص فى هذا الانتقاء أو الاختيار ، وهو المبدأ الذى ذكره فى الفقرة التى سبق أن اقتبسناها . فالمشاهد التى يصورها والأعمال التى يحكى عنها ، والأقوال التى يرويها والتعليقات التى يقدمها الكاتب ، كل هذه موجهة نحو هدف مساعدة القراء على الإيمان بأن يسوع المسيح هو ابن الله ، كما أن الكاتب يقرر أن نتيجة هذا الإيمان هى أن تكون لهم حياة باسمه.

ب – الزمن الذى يغطيه الإنجيل : وعلينا – استرشاداً بالمبدأ الذى ذكرناه – أن نعود للإنجيل ، وأول شيئ يستلفت نظر القارئ هو الزمن القصير الذى تغطيه أو تشغله المشاهد التى يصفها الإنجيل . ولنأخذ ليلة تسليمه ويوم الصلب ، فنجد أن الأمور التى حدثت والأقوال التى قيلت فى ذلك اليوم – من غروب الشمس إلى غروبها (أى يوم كامل) – لا تشغل أقل من سبعة أصحاحات من الإنجيل (من 13-19) . وعلاوة على الأصحاح التكميلي (الأصحاح الحادى والعشرين) ، هناك عشرون أصحاحاً فى الإنجيل تحتوى على 797عدداً ، وهذه الأصحاحات السبعة تحتوى على 257عدداً ، أى أن أكثر من ثلث الإنجيل كله تستغرقه أحداث يوم واحد.
ونعلم مما جاء فى سفر الأعمال ( 1: 3) أن الرب المقام ظل يظهر للتلاميذ مدة أربعين يوماً، ولكن يوحنا لا يسجل كل ما حدث فى أثناء هذه الأيام، بل يسجل فقط ما حدث يوم القيامة ، وما حدث فى يوم آخر بعد ذلك بثمانية أيام ( الأصحاح العشرون) ، أما الأحداث التى سجلت فى الأناجيل الأخرى، فتتوارى كقضية مسلم بها، ولا يسجل سوى الآيات التى حدثت فى هذين اليومين، وهو يسجلها لأن لها أهمية خاصة بالنسبة للهدف الذى كان أمامه، وهو أن يؤمنوا بحقيقة أن يسوع هو المسيح ابن الله. وإن سرنا فى أثر الدليل المقدم لنا فى الإنجيل، فإننا نندهش لقلة الأيام التى تم فيها أى شئ. وعندما نقرأ قصة الإنجيل الرابع نجد كثيراً من الإشارات عن مرور الوقت، وعبارات كثيرة دقيقة عن التواريخ، ونعلم من الإنجيل أن خدمة يسوع قد استغرقت – على الأرجح – ثلاث سنوات، ونستنتج هذا من عدد الأعياد التى حضرها فى أورشليم ، كما أن لدينا بعض ملحوظات عن الوقت الذى قضاه فى السفرات، ولكن ليس لدينا معلومات عما حدث فى أثنائها ، وقلما تذكر الأيام التى حدث فيها أي شئ، أو قيل فيها أي حديث. ولكنه يذكر لنا بكل دقة أنه: " قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر" ( يو12: 1)، وبالنظر إلى هذه الأيام الستة لا يحدثنا إلا عن العشاء وعن حادثة دهن مريم لقدمي يسوع بالطيب، والدخول إلى أورشليم وزيارة اليونانيين، وعن وقع هذه الزيارة عند يسوع . كما أننا نرى ما انطبع فى فكر البشير عن عدم إيمان اليهود ، ولكنا لا نعرف ما هو أكثر من ذلك . ونحن نعلم أن أموراً كثيرة جداً قد حدثت فى تلك الأيام ، ولكنها لم تسجل فى هذا الإنجيل . ولم يسجل لنا شيئاً عن اليومين اللذين مكثهما فى الموضع الذى كان فيه عندما بلغه خبر مرض لعازر ، وقصة إقامة لعازر هى قصة يوم واحد (الأصحاح الحادى عشر). والأمر كذلك أيضاً مع قصة شفاء الأعمى ، فقد تم الشفاء فى يوم ما ، وما ثار من جدل حول أهمية ذلك الشفاء ، هو كل ما سجله
عن يوم آخر (الأصحاح التاسع) . وما يسجله فى الأصحاح العاشر هو قصة يومين . وقصة الأصحاحين السابع والثامن – ويقطعهما الحاد4 العرضي عن المرأة التى أمسكت فى ذات الفعل – هى قصة لا تستغرق أكثر من يومين . وقصة إطعام الخمسة الآلاف والحديث الذى أعقبها (الأصحاح السادس) هى قصة يومين أيضاً . وليس من الضروري الدخول فى تفصيلات أكثر ، ومع هذا فإن الكاتب – كما لاحظنا - دقيق جداً فى ملحوظاته عن الوقت ، فهو يلاحظ الأيام ، وعدد الأيام التى يتم فيها عمل ما ، أو التى قيل فيها حديث ما . ونحن نذكر هذه الملحوظات التى قد تكون جلية أمام كل قارئ يهتم بها ، نذكرها أساساً بهدف إثبات أن الإنجيل – بكل وضوح وجلاء – لا يقصد ولم يقصد مطلقاً أن يقدم قصة كاملة عن حياة المسيح وأعماله . وهو يقدم لنا – على أكثر تقدير – معلومات عن عشرين يوماً من بين أكثر من ألف يوم هى مدة خدمة الرب . وهذا وحده كاف لنقض فكرة الذين يتناولون الإنجيل الرابع ، كما لو كان مقصوداً منه أن يحذف أو يكمل أو يصحح الروايات المذكورة فى الأناجيل الثلاثة الأخرى ، فواضح تماماً أن هذا الإنجيل لم يكتب لهذا الغرض .

ج-سجل شخصي : يذكر الإنجيل بكل وضوح أنه استرجاع لذكريات الماضي ، لشخص كانت له صلة شخصية بالخدمة التى يصفها ، فالنغمة الشخصية واضحة فى الإنجيل من بدايته إلى نهايته ، فهي موجودة حتى فى المقدمة لأنه فى الآية التى يعلن فيها الحقيقة العظمى عن التجسد ، يستخدم الصيغة الشخصية "رأينا (نحن) مجده" (يو 1 : 14) ، ويمكن اعتبار هذا الفكرة الأساسية للإنجيل كله . وفى كل المشاهد الواردة فى الإنجيل يعتقد الكاتب أن فى جميعها أظهر يسوع مجده وعمَّق إيمان تلاميذه . فلو سألنا يوحنا : متى عاين مجد الكلمة المتجسد ؟ لكان جوابه : فى كل المشاهد الموصوفة فى الإنجيل . فإذا قرأنا الإنجيل من وجهة النظر هذه ، نجد أن الكاتب كان له مفهوم عن مجد "الكلمة" المتجسد يختلف تماماً عن المفهوم الذى ينسبه إليه النقاد . إنه يرى مجد "الكلمة" فى حقيقة أنه "تعب" من السفر (يو4 : 6) ، وفى أنه صنع من التفل طيناً وطلي به عيني الأعمى (يو9 : 6) ، وفى أنه بكى عند قبر لعازر (يو 11 : 35)، وفى أنه انزعج فى نفسه (يو 11 : 38) ، وأنه يمكنه أن يكتئب ويحزن حزناً لا يعبر عنه كما حدث بعد مقابلته لليونانيين (يو12 : 27) . لذلك فهو يسجل كل هذه الأشياء ، لأنه يعتقد أنها متناغمة مع مجد الكلمة المتجسد . إن التفسير السليم لا يمكن أن يتجاهل هذه الأمور ، بل يجب أن يعتبرها جزءاً من مجد الكلمة المعلن.

فالإنجيل إذاً بكل وضوح هو ذكريات شاهد عيان ، ذكريات شخص كان موجوداً بنفسه فى كل المشاهد التى يصفها ، ولا شك أن هذه الذكريات كثيراً ما كانت تجعله يتأمل فى معنى ودلالة ما يصفه ، فكثيراً ما كان يتوقف ليقول كيف أن التلاميذ – وهو واحد منهم – لم يفهموا فى ذلك الوقت معنى بعض الأقوال ، أو دلالة بعض الأعمال التى عملها يسوع (يو 2 : 22 ، 12 : 16.. إلخ) . وفى بعض الأحيان لا نكاد نميز بين كلمات السيد وبين تعليقات يوحنا ، ولكننا أيضاً كثيراُ ما نقابل نفس الظاهرة فى الكتابات الأخرى ، ففى الرسالة إلى أهل غلاطية ، مثلاً يكتب بولس عما واجه به بطرس فى أنطاكية : "… إن كنت وأنت يهودى تعيش أممياً لا يهودياً فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا" (غل 2 : 14) ، وبعدها بقليل ينتقل إلى التعليق على الموقف . ويستحيل علينا أن نحدد أين ينتهى الحديث المباشر ، ومتى يبدأ التعليق . وهكذا الأمر فى الإنجيل الرابع ، ففي الكثير من الحالات ، يستحيل علينا أن نقول أين تنتهى كلمات يسوع وأين تبدأ تعليقات الكاتب . وهذا ما نراه – على سبيل المثال – فى الحديث عن شهادة المعمدان فى الأصحاح الثالث . فلعل كلمات المعمدان تنتهى بالعبارة : "ينبغـى أن ذلك يزيـد وأنـي أنا أنقص" (يو 3 : 30) ، أما ما بعدها فقد يكون تعليق الكاتب على الموضوع .
د – ذكريات شاهد عيان : "هكذا نجد أن الإنجيل هو ذكريات شاهد عيان للأحداث الماضية مع انطباعاته عن معنى ما مر به من اختبارات . لقد كان موجوداً فى المشاهد التى يصفها . لقد كان موجوداً فى دار رئيس الكهنة" ، وكان حاضراً عند الصليب ويشهد بحقيقة موت يسوع (يو 18 : 15 ، 19 : 35) . وإذ نقرأ الإنجيل نلاحظ مقدار التأكيد الذى يضعه على كلمة "يشهد" ومشتقاتها ، فهو يستخدم هذه الكلمة كثيراً (يو 1 : 19و8و7 ، 3 : 33و26و11 ، 5 : 31 ، 12 : 17 ، 21 : 24 … إلخ) ، وهو يستخدمها هكذا لتأكيد الحقائق التى عاينها . وفى هذه الشهادات نجد ربطاً غير عادي بين فكر رفيع وقوة ملاحظة دقيقة . ففى وقت واحد ، يحلق البشير عالياً من عالم روحى ويتحرك فى يسر وسهولة بين أثمن وأسمى عناصر الاختبار الروحي ، مستخدماً كلمات عادية ، ولكنه يضمنها أعمق المعاني عن الإنسان والعالم ، مما لم يخطر من قبل فى فكر إنسان . وتجتمع فى كتاباته العجيبة أسمى درجات التصوف مع الإدراك العملي المفتوح العينين . وفوق كل شيء تدهشنا روعة إحساسه بالقيمة العظمي للجانب التاريخي ، فكل معانيه الروحية لها أساس تاريخي ، وهذا واضح فى رسالته الأولي وضوحه فى الإنجيل ، حيث نراه رائعاً جلياً . وبينما كان اهتمامه الأصيل أن يشد انتباه قارئيه إلى يسوع وعمله وكلمته ، فإنه – دون قصد – سجل تاريخ حياته الروحية ، وشيئاً فشيئاً ونحن نطالع الإنجيل مندمجين فى روحه ، نجد أننا نسير فى موكب نهضة روحية عظيمة ونتابع نمو الإيمان والمحبة فى حياة الكاتب ، إلى أن تصبح هذه هى النغمة السائدة فى حياته كلها . فمن ناحية نجد أن الكتاب رؤية موضوعية عظيمة عن حياة فريدة ، وقصة إعلان ابن الله لشخصه، وإعلان الآب فى يسوع المسيح ، إلى أن تصل إلى غايتها عبر التطورات المتضاربة من الإيمان والشك عند الذين قبلوه وعند الذين رفضوه . ومن الناحية الأخرى نجد فيه عنصراً ذاتياً فى قلب الكاتب ، حيث يخبرنا كيف بدأ الإيمان وكيف نما وتقدم حتى وصل إلى معرفة ابن الله . إننا نستطيع أن نستجلي الأزمات المتنوعة التى اجتاز فيها ، والتى عن طريقها – وهو يجتازها على التوالي – حصل على اليقين الذى يعبر عنه بمثل هذا الهدوء ، فهي التى أمدته بالمفتاح الذى به استطاع أن يكشف عن سر اعلانات يسوع للعالم . إن انتصار الإيمان الذى يرسمه لنا ، قد اختبره فى داخل نفسه أولاً ، وهو ما تتضمنه تلك العبارة الرائعة ذات الدلالة العميقة : "رأينا مجده" (يو 1 : 14).

هـ – إيضاح لذكريات الماضي : ويتأكد الإنجيل تأكيداً قاطعاً ، بالتأمل فى طبيعة "التذكر" بوجه عام ، فالقاعدة العامة للتذكر هى أننا عندما نتذكر شيئاً ما أو حادثاً ما ، فإننا نتذكره بكل كلياته مع كل الملابسات المصاحبة له ، وعندما نخبر الآخرين به ، فعلينا أن نختار ما يلزم لتوضيح المعنى الذى نريده . والطبائع غير الفنية ليس لها القدرة على الاختيار ، بل تصب كل ما يخطر على البال (كما يقول شكسبير) . إن أروع خصائص التذكر نجدها بوفرة فى الإنجيل الرابع ، وهى تقدم لنا برهاناً قائماً بذاته على أنه بقلم شاهد عيان . ولا يتسع المجال أمامنا هنا إلا لذكر أمثلة قليلة . لاحظ أولاً تلك الملحوظات الدقيقة عن الوقت فى الأصحاح الأول ، والملحوظات الخاصة عن كل شخصية من التلاميذ الستة الذين قابلهم يسوع فى الأيام الأربعة الأولي من خدمته . ولاحظ الصورة التى يسجلها من أن نثنائيل كان تحت التينة (1 : 50) ، ثم ملحوظة وجود أجران الماء الستة فى قانا الجليل حسب عادة اليهود فى التطهير (يو 2 : 6) . ويمكن أن نشير فى هذا الخصوص إلى الملحوظات الجغرافية التى وردت كثيراً فى سياق القصة ، والتى تبين معرفة وثيقة بفلسطين ، وإلى الإشارات العديدة للنواميس والعادات والمعتقدات والاحتفالات الدينية اليهودية ، والتى يعترف الجميع الآن أنها تدل على دقة الكاتب وتصويره الرائع للأحداث . إن هدفنا الرئيسي هو أن نسترعى الانتباه إلى تلك الأمور العرضية التى ليست لها أهمية رمزية ، ولكنها سجلت لأنها من الملابسات التى تداعت فى الفكر عند تذكر الحادث الرئيسي . وهو يرى أيضاً "الغلام" صاحب الأرغفة الخمسة من الشعير والسمكتين (يو 6 : 9) ، ويتذكر أن مريم جلست فى البيت بينما هرعت مرثا لتقابل الرب عندما اقترب من بيت عنيا (يو 11 : 20) ، ويذكر لعازر وهو يخرج مربوط اليدين والرجلين بأكفان القبر (11 : 44) ، وترتسم أمامه صورة حية لحادثة غسل أرجل التلاميذ (13 : 1-5) ، وكذلك التصرفات والأقوال التى صدرت عن التلاميذ فى تلك الليلة المليئة بالأحداث . وهو مازال يرى مسلك الجند الذين جاءوا للقبض على يسوع (18 : 3-8) ، ويتذكر سيف بطرس وهو يلمع فى الظلام (18 : 10) ، ومشاركة نيقوديموس فى دفن يسوع ، وأنواع وأوزان الحنوط التى أحضرها لتحنيط الجسد ( 19 : 38-40) . ويتحدث عن العناية الواضحة فى طي الثياب الكتانية ، وكيف كانت موضوعة فى القبر الفارغ (20 : 4-8) . هذه بعض اللمسات الحية فى هذه الذكريات ، والتى لا يستطيع أن يذكرها بهذه الدقة والروعة إلا شاهد عيان ، وإذ يلقى البشير نظرة إلى الوراء ، يذكر المشاهد المتنوعة ، وكلمات السيد بكل كمالها كما حدثت ، ويختار تلك اللمسات الحية التى تحمل علامة الصدق لكل القراء.

و – نتائج : هذه اللمسات من الواقع الحى تبرر القول بأن كاتب هذا الإنجيل يصور المشاهد من واقع الحياة ، وليس من خياله . وهو إذ يلقي نظرة على تاريخه الروحي الشخصي ، يتذكر بصورة خاصة تلك الكلمات والأعمال التى قام بها المسيح والتى حددت مسار حياته الخاصة وقادته إلى يقين الإيمان الكامل ومعرفة ابن الله . ويمكن فهم الإنجيل من وجهة النظر هذه ، ويبدو لنا أنه لا يمكن فهمه عن أى طريق آخر دون تجاهل كل الظواهر التى أشرنا اليها على سبيل المثال . وعندما ننظر إلى الإنجيل من وجهة النظر هذه ، نستطيع إهمال الكثير من المناقشات المستفيضة حول احتمال تغير موضع بعض الأصحاحات (كما يزعم سبيتا وآخرون) . وعلى سبيل المثال ، لقد ذُكر الكثير عن الانتقال الفجائي فى المشهد من الجليل إلى اليهودية عندما ننتقل من الأصحاح الرابع إلى الأصحاح الخامس ، والانتقال الفجائي المماثل فى العودة إلى الجليل (يو 6 : 1) ، وقد وضع الكثير من المقترحات ، ولكنها كلها تنبع من افتراض أن تذكر الأحداث الماضية يجب أن يكون متصلاً ، وهو غير الواقع . وبينما يحتمل جداً أنه كان هناك تتابع فى ذهن الكاتب ، ولكن هذا لا يضطرنا إلى التفكير فى تغير موضع بعض الأصحاحات ، وإذ نأخذها كما هى فى الإنجيل، فإن الأدلة المختارة – سواء حدثت فى اليهودية أو فى الجليل – تشير فى كل الأحوال إلى نوع من التقدم . وهى – من ناحية – تعبَّر عن مجد يسوع الظاهر ، ومن الناحية الأخرى ، عن نمو الإيمان وتطور عدم الإيمان . وهذا يفتح أمامنا مجالاً جديداً للاعتراض والتساؤل ، وهو ما سنتناوله الآن :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://bahaafn.wordpress.com/
بهاء يعقوب
المشرف العامالمشرف العام
بهاء يعقوب


ذكر
كلمة جميلة كلمة جميلة : المحبة لا تسقط ابدا


رسالة يسوع اليوم رسالة يسوع اليوم : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=1][tr][td]
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Ava1101لا لن ترى اعظم واقوي من حبي ليك انا اعينك ارشدك اتكل عليا لاني احبك كثيرا[/td][/tr][/table]

عدد المساهمات عدد المساهمات : 1406
نقاط نقاط : 2130
العمر العمر : 41
الموقع الموقع : bahaafn.wordpress.com
المزاج المزاج : مخنوووووووووووق

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)   من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Icon_minitimeالخميس سبتمبر 17, 2009 3:55 am

2-عقيدة اللوجس فى المقدمة : من المناسب هنا أن نتكلم بشيء من التفصيل عن عقيدة "اللوجس" نفسها وما تضفيه على صورة المسيح فى هذا الإنجيل . ومن الواضح أن أعظم اهتمامات كاتب الإنجيل الرابع كانت حياة السيد الشخصية ، كما عرفها عن قرب معرفة يقينية. كانت هذه الحياة التاريخية الحقيقية ، هى كل شيء بالنسبة له ، ففيها أمعن التفكير وأطال التأمل ، وقد جاهد ليجعل مضمونها حقيقة واقعة تزداد باستمرار وضوحاً أمامه هو أولا ، ثم أمام الآخرين أيضاً . وكيف يمكنه أن يجعل حقيقة تلك الحياة واضحة جلية للجميع ؟ وماذا كانت علاقة ذلك الشخص بالله وبالإنسان وبالعالم ؟ يحاول يوحنا فى مقدمته أن يبين من كان يسوع ، وماذا كانت صلته بالله وبالإنسان وبالعالم . هذا الشخص الحقيقي الذى عرفه وأحبه واحترمه ، كان أعظم وأكبر من الظاهر لعيني المشاهد العادي ، بل وأكثر مما كان ظاهراً لتلاميذه . كيف يمكن توضيح ذلك ؟ واضح من الإنجيل أن الشخص التاريخي يأتي أولاً ، ثم بعد ذلك تأتى محاولة توضيح حقيقة الشخص . وما المقدمة إلا محاولة التعبير بدقة عن مجد هذا الشخص . وعقيدة "اللوجس" لا تهبط كثوب من الخارج على الشخص التاريخي ، ولكنها محاولة لوصف ما بدأ يوحنا يدركه من الحقيقة الجوهرية لشخص يسوع . إن ما أمامنا هنا ليس مجرد نظرية فكرية ، وليس محاولة لاستنباط نظرية عن العالم أو عن الله ، ولكنها محاولة للتعبير بلغة مناسبة عما يراه الكاتب الحقيقة العظمي . وعلى هذا فلسنا فى حاجة إلى البحث عن تفسير لعقيدة "اللوجس" عند يوحنا فى فكر هيراقليتس ، أو فى نظريات الرواقيين ، أو حتى فى نظرية "اختيار الأفضل" عند فيلو . إن أفكار هؤلاء الناس أبعد ما تكون عن جو الإنجيل الرابع . لقد سعي هؤلاء وراء نظرية عن الكون ، أما يوحنا فقد سعي لتوضيح مضمون حياة شخصية تاريخية . وفى المقدمة يعطينا صورة لتلك الحياة ، ويختار كلمة ملأها بأقوى المعاني ، المعنى الذى احتوى أعمق تعاليم العهد القديم وأسمي أفكار معاصريه . وتعليم الرسول بولس فى الرسائل التى كتبها وهو فى السجن – بخاصة – تقترب جداً من تعليم الإنجيل الرابع ، ولذا فليس من الصواب أن نأتي بعقيدة "اللوجس" لتفسير الإنجيل الرابع وشرحه ، وأن ننظر إلى كل وقائع الإنجيل على أنها مجرد توضيحات لهذه العقيدة ، بل الصحيح هو عكس ذلك تماماً ، لأن عقيدة "اللوجس" ليس لها كيان أو واقع حي بعيداً عن الحياة الشخصية التى كانت ظاهرة أمام الرسول . فالمقدمة إنما تمثل ما وصل يوحنا إلى رؤيته عن حقيقة الشخصية التى عرفها تاريخيا ، وهو يقدمها بصورة جامعة مانعة – مرة واحدة – فى المقدمة ، ولا يشير إليها بعد ذلك مطلقا فى الإنجيل . ويمكننا أن نفهم تعليم "اللوجس" عندما ننظر إليه فى ضوء هذه الوقائع المسجلة فى الإنجيل ، تلك الوقائع التى أعانت القديس يوحنا على معاينة مجده ، ولا يمكننا أن نفهم هذه الوقائع إن كنا ننظر إليها فقط على أساس أنها إيضاحات نظرية فلسفية مجردة . وبالإيجاز ، إن الإنجيل الرابع إنجيل
واقعي ، وليس إنجيلاً تجريدياً ، إنه ليس تطوراً لنظرية أو محاولة إثباتها ، ولكنه محاولة لرسم صورة لشخصية واقعية ، للتعبير بكلمات مناسبة عن دلالة تلك الشخصية كما أصبح يوحنا يراها.
3-نمو الإيمان وتزايد عدم الإيمان : وكما هو الحال مع شخصية يسوع ، هكذا الأمر مع الزعم بعدم نمو إيمان التلاميذ ، فالفحص الدقيق يثبت أيضاً أن هذا الاعتراض لا أساس له .
أ - الاعترافات المبكرة : وهنا يقولون إننا نعرف الخاتمة منذ البداية ، ففى الأصحاح الأول يطلق على يسوع مرتين اسم "المسيا" (يو 1 : 45و41) ، ويوصف مرتين بأنه "ابن الله" (1 : 49و34) ، ويشير إليه المعمدان فى هذه المرحلة المبكرة على أنه "حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (1 : 29) ، كما يشيرون إلى حديثه مع نيقوديموس (يو 3 : 1-21) ، وإلى اعتراف السامريين (يو 4 : 42و41) ، وأحداث أخرى مشابهة ، لإثبات أنه فى هذه المرحلة المبكرة من خدمة الرب يسوع ، كانت مثل هذه الاعترافات غير محتملة ، بل بالحري مستحيلة. ولكننا نلاحظ أن هذه الاعترافات جاءت نتيجة إعلانات خاصة من يسوع للأشخاص الذين أدلوا بهذه الاعترافات ، وأن هذه الإعلانات هى التى هيأت الجو النفسي لهذه الاعترافات، وهذا واضح فى حالة نثنائيل . وليس الاعتراض على شهادة يوحنا المعمدان اعتراضا لا يمكن دحضه ، لأن المعمدان طبقاً لما هو وارد فى الأناجيل الثلاثة الأولي ، قد وجد الشهادة له فى الأصحاح الأربعين من إشعياء ، حيث وجد نفسه ، ووجد إرساليته ، فوصف نفسه كما نرى فى الإنجيل الرابع بالقول : "أنا صوت صارخ فى البرية ، قوَّموا طريق الرب كما قال إشعياء النبي" (يو 1 : 23 ، انظر أيضاً مت 3 : 3 ، مرقس 1 : 3و2)، كما نقرأ أيضاً "أما يوحنا فلما سمع فى السجن أعمال المسيح ، أرسل اثنين من تلاميذه ، وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر" (مت 11 : 3و2) ، فأجابه يسوع بما جاء فى الأصحاح الحادي والستين من إشعياء ، فقد كانت هذه فى نظر يسوع هى العلامات الحقيقية لملكوت المسيا . وهل هناك من سبب يمنعنا من القول بأنه كما وجد يوحنا المعمدان الشهادة له فى الأصحاح الأربعين من إشعياء ، وجد أيضاً طبيعة وعلامات الشخص الآتي فيما ورد عن العبد المتألم فى الأصحاح الثالث والخمسين ؟ وإن كان قد وجد ذلك ، فهل هناك ما هو أبسط من أن يصف الشخص الآتي بأنه "حمل الله الذى يرفع خطية العالم" ؟ وفى جواب يسوع على يوحنا ، يطلب منه أن يستمر فى قراءة تلك النبوة التى وجد فيها الكثير بالنسبة له .

ب – نمو الإيمان عند التلاميذ : وبغض النظر عما يمكن أن يقال عن هذه الاعترافات المبكرة، يمكن القول بحق إن هناك علامات كثيرة لنمو الإيمان عند التلاميذ . وإذ نذكر جيداً حقيقة أن كل اعتراف من هذه الاعترافات – كما سبق القول – قد جاء نتيجة إعلان معين لمجد المسيح ، نستطيع أن نتقدم إلي الأجزاء التى تبين كم كان إيمان التلاميذ ناقصا . ويجب أن نذكر أيضاً أن يوحنا استخدم كلمة واحدة للتعبير عن كل درجات الإيمان ، من أقل درجة إلى الاقتناع القلبي الكامل والتسليم المطلق (ويمكن الرجوع إلى المعالجة الدقيقة الشاملة لمعاني الكلمة "الإيمان" التى أوردها أبوت فى كتابه : "مفردات يوحنا") . ويستخدم يوحنا فى الإنجيل الرابع صيغة الفعل لا الاسم ، وحينما تستخدم الكلمة فإنها تدل على التأثير الحادث سواء كان تأثيراً ضئيلاً وعابراً ، أو عميقاً وراسخاً . ونحن نرى خطوات متتابعة من القبول كلما كان التلاميذ يتقدمون إلى الإيمان الكامل والمطلق.
وإذ نقرأ الإنجيل ، نجد أن يسوع قد اختبر وامتحن إيمان تلاميذه ، وجعل من أعماله ومن كلماته اختباراً للإيمان ودافعاً إلى نموه . ونتيجة لأقواله عن خبز الحياة ، قال الكثيرون من تلاميذه : "… إن هذا الكلام صعب . من يقدر أن يسمعه" (يو 6 : 60) ، وبسبب صعوبة كلامه "… رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه" (6 : 66) ، وفى حديثه إلى الذين لم يذهبوا عنه ، نجد أن الصعوبة قد أصبحت أمامهم فرصة لإيمان أعظم (6 : 69و68) . إن أحداث ليلة تسليمه ، والأحاديث التى دارت فى تلك الليلة ، توضح مدى ضعف إيمان وثقة تلاميذه ، وكم كانوا بعيدين عن الفهم الكامل لقصد السيد ، ولم يبلغ إيمانهم درجة الكمال إلا بعد القيامة وفرحة رؤية ربهم المقام ، فى العلية.

ج – الإعلان تدريجياً عن أنه المسيا ، وازدياد عدم الإيمان : وفى الجانب الآخر ، يوجد بكل وضوح تزايد فى عدم الإيمان ، من مجرد الشك العابر إلى عدم الإيمان بيسوع ورفضه تماماً.
وجيد أن نلاحظ أن الاعترافات التى سبق أن أشرنا إليها ، جاءت من أفراد أُتيحت لهم فرصة الاتصال بيسوع اتصالاً خاصاً ، فهذا هو ما حدث مع نثنائيل ونيقوديموس والسامرية وشعب السامرة . ويضع الكاتب القراء فى هذه العلاقة الوثيقة حتى يؤمن كل من يقرأ . ولكن مثل هذه العلاقة الوثيقة بيسوع كانت من نصيب القلة . كما هو واضح فى هذا الإنجيل . وليس صحيحاً – كما سبق أن لاحظنا – أن يسوع فى هذا الإنجيل ، يبدو كمن يعلن نفسه بصورة قاطعة أنه المسيا ، إذ يوجد هنا شيء من التحفظ الموجود فى الإناجيل الثلاثة الأخرى ، فهو لم يؤكد دعواه ولكنه تركها للاستنتاج . إن إخوته يطلبون منه أن يثبت دعواه أمام الناس (يو 7 : 4و3) ، ونجد فى الأصحاح السابع حديثا عن الشكوك والأفكار التى حامت حوله ، فالناس يترددون ويتساءلون ويفكرون : هل هو إنسان صالح أم هو مخادع يضل الشعب ؟ (7 : 12) ، هل أرسله الله حقاً ؟ (7 : 14-30) . كل هذه إنما تثبت أن أفراداً معينين قد أُتيحت لهم هذه المعرفة الوثيقة به ، تلك المعرفة التى تؤدى بهم إلى قبوله والإيمان به . ونقرأ فى الأصحاح العاشر : "وكان عيد التجديد فى أورشليم ، وكان شتاء ، وكان يسوع يتمشي فى الهيكل فى رواق سليمان ، فاحتاط به اليهود وقالوا له إلى متى تعلق أنفسنا ؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً" (10: 22-24) . وكما يقول دكتور ساندى : "وواضح
جيداً " أنه لم يكن أمام الشعب حديث محدد بدقة . لقد تُركوا ليستنتجوا بأنفسهم ، وقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه بما كان لديهم من أقوال ، ولكن لم يكن هناك قول قاطع من يسوع نفسه بأنه المسيا أو بأنه ليس المسيا . ان مدى تزايد عدم الإيمان يقدمه البشير فى هذه الكلمات : "ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها لم يؤمنوا به" (يو 12 : 37) ، ومن الناحية الأخرى فإن ذروة الإيمان تظهر فى كلام الرب لتوما : "… لأنك رأيتني ياتوما آمنت . طوبي للذين آمنوا ولم يروا" (يو 20 : 29) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://bahaafn.wordpress.com/
بنت البابا كيرلس
عضوة جديدة
عضوة جديدة
بنت البابا كيرلس


انثى
كلمة جميلة كلمة جميلة : لا تخف لاني معك لن اهملك ولن اتركك

رسالة يسوع اليوم رسالة يسوع اليوم : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=1][tr][td]
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Ava1101لا لن ترى اعظم واقوي من حبي ليك انا اعينك ارشدك اتكل عليا لاني احبك كثيرا[/td][/tr][/table]

عدد المساهمات عدد المساهمات : 76
نقاط نقاط : 81
العمر العمر : 37
المزاج المزاج : معقول

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)   من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Icon_minitimeالخميس سبتمبر 17, 2009 10:09 am


من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 772337 من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 281743 من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 638858
ميرسي ربنا يبارك خدمتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بهاء يعقوب
المشرف العامالمشرف العام
بهاء يعقوب


ذكر
كلمة جميلة كلمة جميلة : المحبة لا تسقط ابدا


رسالة يسوع اليوم رسالة يسوع اليوم : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=1][tr][td]
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Ava1101لا لن ترى اعظم واقوي من حبي ليك انا اعينك ارشدك اتكل عليا لاني احبك كثيرا[/td][/tr][/table]

عدد المساهمات عدد المساهمات : 1406
نقاط نقاط : 2130
العمر العمر : 41
الموقع الموقع : bahaafn.wordpress.com
المزاج المزاج : مخنوووووووووووق

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)   من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Icon_minitimeالخميس سبتمبر 17, 2009 7:22 pm

شكرا لمرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://bahaafn.wordpress.com/
nmnma2009n
المراقبة العامةالمراقبة العامة
nmnma2009n


انثى
كلمة جميلة كلمة جميلة : صديقى ثق أن الرب أحن عليك من نفسك فأن طلبته تجده

رسالة يسوع اليوم رسالة يسوع اليوم : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=1][tr][td]
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Ava1101لا لن ترى اعظم واقوي من حبي ليك انا اعينك ارشدك اتكل عليا لاني احبك كثيرا[/td][/tr][/table]

عدد المساهمات عدد المساهمات : 2134
نقاط نقاط : 2669
العمر العمر : 40
الموقع الموقع : منتدي افا كاراس
المزاج المزاج : عادى

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)   من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Icon_minitimeالخميس سبتمبر 17, 2009 9:13 pm

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 990184 من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 638858 من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 792706 من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 792706
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بهاء يعقوب
المشرف العامالمشرف العام
بهاء يعقوب


ذكر
كلمة جميلة كلمة جميلة : المحبة لا تسقط ابدا


رسالة يسوع اليوم رسالة يسوع اليوم : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=1][tr][td]
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Ava1101لا لن ترى اعظم واقوي من حبي ليك انا اعينك ارشدك اتكل عليا لاني احبك كثيرا[/td][/tr][/table]

عدد المساهمات عدد المساهمات : 1406
نقاط نقاط : 2130
العمر العمر : 41
الموقع الموقع : bahaafn.wordpress.com
المزاج المزاج : مخنوووووووووووق

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)   من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 18, 2009 7:37 pm

من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا) 897633
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://bahaafn.wordpress.com/
 
من هم كتبة الاناجيل(4-يوحنا)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من هم كتبة الاناجيل (1- متى)
» من هم كتبة الاناجيل (2- مرقس)
» من هم كتبة الاناجيل(3-لوقا)
» رؤيا يوحنا اللاهوتى
» سيرة القديس يوحنا صاحب الانجيل الذهبى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــــدي افــــا كــــاراس  :: - ––-–•===• † • منتدي كنسيات • † •===•––-– - :: ( ††دراسة وتفسير الكتاب المقدس†† )-
انتقل الى: